لم تكن عقوبات التحرش الجنسي ضد المتحرش، هي وليدة اليوم ولكنها نتاج نضال نسوي دام طويلا، ونتاج صرخات الفتيات وإصرارهن للدفاع عن حقوقهن، ويذكر التاريخ أن مخرجة الأفلام الوثائقية الشابة ” نهى رشدي”، هي أولفتاة في مصر  تحصل على حكم قضائي لصالحها في قضية تحرش جنسي تعرضت له في حي مصر الجديدة بالقاهرة.

 

نهى رشدي أول فتاة تحصل على حكم ضد متحرش

نهى رشدي خريجة كلية الحقوق جامعة القاهرة، الفتاة التي رفضت الاستسلام والخوف من الفضيحة، في مجتمع اعتاد أن يلقي اللوم على الضحية،  فعندما تعرضت في 25 يونيو عام 2008، للتحرش الجنسي، على يد سائق سيارة نصف نقل، في حي مصر الجديدة، بعد أن اقترب منها بسيارته، حتى سار بمحاذاتها، وأخرج يده ليجذبها نحوه، وامسك بصدرها ثم مضى بسيارته، حتى سقطت على الأرض، وأسرع هاربًا، لم تصمت ولكنها هبت مسرعة لتلحق به، بعد أن رأته ينظر لها في مراَة السيارة الجانبية، وهو يضحك ساخرًا، وتمكنت بالفعل من إيقافه، واقتادته إلى قسم الشرطة، وحررت محضرًا ضده.

وبرغم كل الضغوط والاتهامات، لم تخشى كل هذا واستمرت في قضيتها، حتى حكمت المحكمة  على المتحرش في نهاية الجلسة الأولى للمحاكمة التي عقدت سرياً في  أكتوبر 2008، جنايات القاهرة برئاسة المستشار أحمد شوقي الشلقاني بالسجن المشدد لمدة ثلاث سنوات والغرامة بمبلغ 5000 جنيه.

وأصبحت نهى رشدي أول فتاة تحصل على حكم قضائي ضد متحرش في مصر، وأصبحت حديث الصحف المحلية والعالمية، لأنها القضية  الأولى للردع المتحرشين، وتلقينهم الدرس جيدا ” بنات مصر خط أحمر”.