📅 ... 🕒 ...

دكتور أحمد هندى يكتب: كيف نحافظ على أولادنا في ظل الغزو التكنولوجي الجديد؟

بقلم: ولي أمر مصدوم (لكن يحاول التأقلم):
حين وُلد الإنترنت، كانت النوايا طيبة، ولكن ما إن دخل إلى بيوتنا، حتى أصبحت غرف الأطفال وكأنها محطات فضائية تبث مباشرة إلى عالم موازٍ من الألعاب والتطبيقات ومقاطع الفيديو القصيرة التي تُنهي ما تبقى من انتباههم.
كان الخوف في الماضي أن يهرب الطفل من المدرسة، أما اليوم فخوفنا الأكبر أن يهرب من الواقع كله!
ابني يستيقظ من النوم، لا ليغسل وجهه أو يتناول الإفطار، بل ليدخل في معركة رقمية مع كائنات خرافية في لعبة إلكترونية اسمها “فري فاير”، بينما هو في الواقع عاجز عن محاربة النعاس! وابنتي تنشغل يوميًا بتنقية صورها على “إنستجرام” أكثر مما تنقّي أفكارها، وعندما أسألها: “هل أنهيتِ دروسك؟”، ترد عليّ بنظرة فيها فلسفة لا أفهمها وكأنها تقول: “وهل بقي من يدرس في عام (2025)؟”

لذا الحل التربية الرقمية ………….
ما التربية الرقمية إذًا؟
ليست التربية الرقمية مصطلحًا عصريًا أنيقًا نكرره في الندوات، بل هي مهارة بقاء!
الأب والأم في هذا العصر يجب أن يكونوا:
1. خبراء في أمن المعلومات،
2. مستشارين نفسيين،
3. مراجعين لمحتوى الإنترنت،
4. وأحيانًا… مخترعين على خُطى توماس إديسون!
يجب أن نعرف الفارق بين “البودكاست” و”الفودكاست”، حتي الآن لا أعرف لكن أعدك سأتعلم !
ونميز بين المؤثرين الحقيقيين، وأولئك الذين يملكون متابعين؟
فمن المؤثرين الحقيقين ؟ من يقدم فكرًا ومضمونًا يتوافق مع ثقافتنا وأخلاقتنا؟ إجابة صحيحة، لكن أسأل نفسي هل تعرف يارجل الأخلاق التي تتفق مع المجتمع؟ وأي مجتمع؟ هل مجتمع الكبار أم الوسط أم الصغار جيل (Z) الجيل الرقمي؟ الذين يسبقوننا في كل شيء ويختلفون عنا في كل شيء لذا ثقافتهم وأخلاقهم تختلف ولا تتفق في كثير من مفرداتها معانا فهيا نتعلم ثقافتهم وأخلاقهم حتي لا نعيش في جزر معزولة عنهم،،،، ،
ونُعلّم أبناءنا ألا يصدقوا كل من يحمل كاميرا وابتسامة ومليون متابع.
ماذا نفعل؟ هل نكسر الأجهزة ونعود إلى عصر الحمام الزاجل؟ لا طبعًا!
التكنولوجيا مثل الماء، لا يمكن حبسها، ولكن يمكن توجيهها.
لذا سأقولك ولنفسي خطوات عملية للحفاظ على أولادنا “أظنها عملية، لست متيقنًا تماما ولكن أحاول الاجتهاد” الشرط الأول عند التطبيق (دون أن نصبح جواسيس):
1. شارِك أطفالك اهتماماتهم إذا قال ابنك إنه يريد أن يصبح “يوتيوبر”، لا تسخر منه، بل اسأله: ما الفكرة؟ ما الرسالة؟ اجعله يشعر أنك في صفه، لا خصمه.
2. ضع قواعد زمنية ذكية بدلًا من أن تصرخ “أغلق الجهاز فورًا !”، جرب قول: “ساعة للألعاب، وساعة للقراءة”، التوازن أفضل من المنع.
3. راقب دون أن تتجسس لا تدخل فجأة إلى غرفتهم وتقول: “ما هذا السخف الذي تشاهده؟” بل اطلب منهم أن يريك، ناقشهم، اجعل الرقابة حوارًا لا مداهمة.
4. كن قدوة رقمية لا تمسك هاتفك طوال اليوم وتطلب منهم ألا يفعلوا ذلك. الطفل يراك أكثر مما يسمعك.
في النهاية كلمة في أذنك… الغزو التكنولوجي ليس معركة يجب أن نكسبها بالسيوف، بل تحدٍّ يجب أن نكسبه بالحكمة والصبر والمعرفة.
دعونا نُربي أبناءنا على استخدام الشاشة دون أن تتحوّل هي إلى من يربيهم.
ولنطلق معًا حملة توعية عائلية بعنوان” دع ابنك يفتح عقله للتعلم من كل شيء… ليس فقط من خلال شبكة الواي فاي!”
وللحديث بقية………….

Facebook
X
WhatsApp
Telegram

كلمات مفتاحية