📅 ... 🕒 ...

المكياج الطبي بين العلاج والجمال… هل أصبح خيارًا ضروريًا للمرأة المصرية؟

تقرير – إيمان الجندي

لم يعد الاهتمام بالمكياج لدى المرأة مقتصرًا على تحسين المظهر الخارجي أو مواكبة الصيحات الجمالية، بل أصبح يرتبط بشكل متزايد بصحة البشرة وسلامتها، خاصة مع انتشار مشكلات جلدية مثل التصبغات، الكلف، حب الشباب، والآثار الناتجة عن الحروق أو العلاجات الطبية. في هذا السياق، بدأ ما يُعرف بالمكياج الطبي يفرض نفسه كخيار مختلف، يثير تساؤلات حول طبيعته، والفارق بينه وبين المكياج العادي، ومدى توافره وإقبال النساء عليه في مصر.

المكياج الطبي بين العلاج والجمال

يُعرّف المكياج الطبي على أنه مستحضرات تجميل صُممت خصيصًا لتناسب البشرة الحساسة أو المصابة بمشكلات جلدية، ويُستخدم في تمويه العيوب الظاهرة دون التسبب في تهيّج الجلد أو تعطيل العلاج الطبي. ويؤكد أطباء الجلدية أن هذا النوع من المكياج لا يُعد علاجًا للمرض الجلدي بحد ذاته، لكنه يُصنّف كعلاج تكميلي يهدف إلى تحسين الحالة النفسية والاجتماعية للمريضة، وهو عامل لا يقل أهمية عن العلاج الدوائي، خاصة لدى النساء.
تقول طبيبة جلدية تعمل بإحدى العيادات المتخصصة في القاهرة إن كثيرًا من المريضات يعانين من ضغط نفسي كبير بسبب مشكلات جلدية ظاهرة، وتوضح أن المكياج الطبي يمنح المرأة إحساسًا بالطمأنينة والقدرة على الاندماج في المجتمع خلال فترة العلاج، مشيرة إلى أن الفرق بينه وبين المكياج العادي يظهر بوضوح في عدم زيادة الالتهاب أو انسداد المسام، وهو ما يجعله خيارًا أكثر أمانًا في حالات معينة.

وعلى النقيض، يُنتج المكياج غير الطبي أو التقليدي أساسًا لأغراض تجميلية عامة، وغالبًا ما يحتوي على عطور وأصباغ ومواد حافظة قد تناسب البشرة السليمة، لكنها قد تُسبب تهيجًا أو تفاقمًا للمشكلة لدى أصحاب البشرة الحساسة أو المريضة. ويحذر مختصون من الاعتماد على هذا النوع في حالات الأمراض الجلدية دون استشارة طبية، لأنه قد يمنح مظهرًا أفضل مؤقتًا بينما يضر الجلد على المدى الطويل.

المكياج الطبي بين العلاج والجمال… هل أصبح خيارًا ضروريًا للمرأة المصرية؟ صحة المرأة
أما من حيث التركيبة، فيتميز المكياج الطبي بكونه غالبًا خاليًا من العطور والمواد الكيميائية المهيجة، وغير مسبّب للحساسية أو انسداد المسام، كما تحتوي بعض أنواعه على عناصر مرطبة تساعد على الحفاظ على توازن الجلد. وتوضح صيدلانية بإحدى سلاسل الصيدليات الكبرى أن هذه الخصائص تجعل المكياج الطبي مناسبًا للاستخدام اليومي، خاصة للنساء اللاتي لا يستطعن الاستغناء عن المكياج بسبب طبيعة عملهن أو حياتهن الاجتماعية.
وفيما يتعلق بالتكلفة، تُجمع الآراء على أن المكياج الطبي أعلى سعرًا من المكياج العادي، وهو ما تفسره الصيدلانية بارتفاع تكلفة الاختبارات الجلدية وجودة المكونات المستخدمة. وتضيف أن كثيرًا من السيدات يترددن في البداية بسبب السعر، لكن الإقبال يزداد بعد التجربة، خاصة عند ملاحظة عدم حدوث آثار جانبية أو تهيج للبشرة.

موضة مكياج صيف 2025
أماكن شراء المكياج الطبي 

وعن توافر المكياج الطبي في مصر، تشير مصادر طبية إلى أنه متاح في الصيدليات الكبرى وبعض سلاسل الصيدليات المعروفة، إضافة إلى عيادات الجلدية ومراكز التجميل الطبي التي تعمل تحت إشراف متخصصين. في المقابل، يقل وجوده في محلات مستحضرات التجميل التقليدية، وهو ما يفسر محدودية انتشاره مقارنة بالمكياج التجاري واسع الانتشار.
وتؤكد آراء أطباء الجلدية وجود إقبال متزايد عليه خلال السنوات الأخيرة، خاصة بين النساء اللاتي يعانين من الكلف والتصبغات وآثار حب الشباب، وكذلك بين من يبحثن عن مستحضرات آمنة لا تُلحق ضررًا ببشرتهن على المدى الطويل. وتقول إحدى المستخدمات إن المكياج الطبي غيّر علاقتها بالمكياج، بعد سنوات من الخوف من التهيج والاحمرار، معتبرة أن السعر المرتفع نسبيًا مبرر مقابل الشعور بالأمان والراحة.

موضة مكياج صيف 2025

ويرى مختصون أن ضعف الإعلان عن المكياج الطبي مقارنة بالمكياج التقليدي يعود إلى كونه منتجًا علاجيًا داعمًا أكثر منه سلعة تجميلية، إضافة إلى وجود خلط شائع لدى المستهلكات بين المنتجات الطبية المعتمدة وأخرى تُسوّق تحت المسمى نفسه لأغراض تجارية. ويؤكد هؤلاء أهمية دور الإعلام الصحي والنسوي في توضيح الفروق، لحماية النساء من الاختيارات الخاطئة وتعزيز الوعي الجمالي الصحي.

في النهاية، يبدو أن المكياج الطبي يشق طريقه بهدوء داخل المجتمع المصري، مدفوعًا بتجارب النساء وتوصيات الأطباء، ليحتل مساحة وسطى بين العلاج والجمال. وبينما لا يُعد حلًا سحريًا أو بديلًا عن العلاج الطبي، فإنه يمثل خيارًا أكثر وعيًا وأمانًا للمرأة التي تسعى إلى الحفاظ على صحة بشرتها دون التخلي عن مظهرها وثقتها بنفسها.

Facebook
X
WhatsApp
Telegram

كلمات مفتاحية

اخترنا لك