اشتهرت ملكات مصر القديمة بجمالهن الساحر، الذي حير العالم، في زمن بعيد قبل معرفة مايسمى بالمكياج وخلافه، فكان الجمال في مصر القديمة، لم يكن مجرد رفاهية، ولكنه يخفي وراءه رسالة وهوية ثقافية وحضارية تحكي قصص عبر السنين.
التجميل في عصر ملكات الفراعنة
نجد أن نساء مصر منذ آلاف السنين، عرفن أن التجميل ليس مجرد زينة للوجه، بل رمز للحياة والطاقة والقداسة، فنجد ملكات الفراعنة من إيزيس إلى نفرتيتي وكليوباترا لم يتركن وراءهن فقط آثارًا من ذهب، بل أيضًا إرثًا خالدًا من جمال واع بالروح والمعنى، فكانت الجمال يمثل رسائل عديدة، نرصدها في السطور التالية.

الجمال رمز القوة والكحل يحمي من العيون
كانت الرسالة الأولى للجمال في عصر ملكات الفراعنة أنه رمز القوةـ حيث أن الملكات يعتقدن أن المظهر الخارجي هو جزء من الهيبة الملكية.
وكحل العين لم يكن للتجميل فقط، بل أيضا رمزا للحماية من الشر والعين والحسد، إذ كان يصنع من الكحل الطبيعي “الغالينا والمالاكيت” ويُعتقد أنه يقي من أمراض العيون بفعل المعادن الطبيعية فيه، وكانت العين المرسومة بالكحل تمثل عين حورس، رمز القوة والنصر الإلهي.

مستحضرات التجميل من الطبيعة
وكان التجميل في عصر ملكات الفراعنة من الطبيعة، حيث برعت نساء مصر القديمات في صناعة أدوات التجميل من مواد طبيعية خالصة.
واستخدمن الحناء لصبغ الشعر والأظافر باللون الأحمر الدافئ، وأيضا استخدمن زيوت مثل الخروع واللوز والسمسم لترطيب البشرة.
كما استخدمن العطور والزيوت العطرية مثل الورد والمرّ واللبان، باعتبارها جزءًا من الطقوس اليومية للتطهير والطاقة الإيجابية.
ومن أجل تفتيح البشرة أو تلطيفها، استعملن مساحيق من العسل والحليب ودقيق الشعير.
فهن استخدمن كل سبل وطرق التجميل قبل ظهور مستحضرات التجميل الصناعية.
الحليب والعسل سر جمال كليوباترا.. رمز الأنوثة والذكاء
اشتهرت كليوباترا، بجمالها الساحر حيث كان مظهرها وأناقتها امتدادًا لذكائها ودهائها السياسي، وكانت تستحم بالحليب والعسل، وتستخدم أقنعة من الطين والعطور الملكية للحفاظ على نضارة بشرتها، في وقت لم تكن فيه مستحضرات التجميل الحديثة قد وُجدت بعد، فكانت رمز الأنوثة والذكاء.
وظل الجمال المصري القديم حتى اليوم مصدر إلهام لعالم الموضة والعطور والمكياج، وأيقونة للجمال الأصيل الذي لا يزول مع الزمن، علينا أن نفتخر أن ملكات الفراعنة هن من صنعن الجمال في العالم.
وبعد آلاف السنين، لا تزال ملكات الفراعنة يهمسن لنا من جدران المعابد: “الجمال الحقيقي ليس في الملامح، بل في القوة التي تنبع من الداخل.”

