📅 ... 🕒 ...

رباب العشري تكتب: الكرسي الملعون.. لماذا يخاف الرجال من جلوس المرأة عليه؟

منذ أن وُجد البرلمان في مصر، ظل كرسيه الملعون حكرًا على الرجال، لم يكن الأمر مجرد عادة سياسية، بل احتكارًا متعمدًا للسلطة، كأنهم يخشون أن تهتز صورتهم إذا شاركتهم امرأة نفس المساحة.

الرجال يتصارعون على هذا الكرسي كما لو كان ميراثًا مقدسًا، وكلما اقتربت منه امرأة، اشتعلت معارك شرسة لحرمانها. تُستخدم الأموال والنفوذ والعادات البالية، ويُستدعى خطاب “المرأة مكانها البيت” كذريعة رخيصة لإقصائها. الحقيقة أنهم لا يدافعون عن الكرسي بقدر ما يدافعون عن امتيازاتهم القديمة، وعن خوف دفين من أن تكشف المرأة زيف سلطتهم حين تُثبت أنها قادرة على التشريع، الرقابة، وصناعة القرار.

البرلمان بالنسبة للمرأة ليس مجرد مقعد، بل معركة وجود. هي تقاتل لتنتزع حقها في تمثيل نصف المجتمع، بينما الرجال يقاتلون ليبقوها في الهامش. ولعل المفارقة أن من يتشدقون بالديمقراطية هم أنفسهم أول من يغلق الباب في وجهها خوفًا من أن تشاركهم سلطة الكرسي.

اللعنة هنا ليست لعنة الكرسي وحده، بل لعنة الذكورية التي جعلت السياسة ناديًا مغلقًا للرجال. كل امرأة تصل إلى البرلمان تُسقط جزءًا من هذه اللعنة، وتثبت أن المعركة لم تكن يومًا معركة كفاءة بقدر ما كانت معركة احتكار.

ويبقى السؤال الفاضح:
هل يخاف الرجال فعلًا من المرأة على الكرسي، أم يخافون من مواجهة حقيقة أن وجودها يُسقط أسطورة أنهم وحدهم أوصياء على السياسة.

Facebook
X
WhatsApp
Telegram

كلمات مفتاحية