“الدعم النفسي يُعرض ولا يُفرض”
أوقات صعبة، مشاعر متلخبطة، رحلة مليانة تحديات… ده اللي بتمر بيه أي ست بتواجه السرطان. في وسط العلاج والزيارات للدكاترة، بننسى أهم حاجة: الحالة النفسية. كتير مننا بيسأل، هو إمتى بالظبط المفروض نبدأ ندعمها نفسيًا؟ الإجابة ببساطة: من أول لحظة.
من لحظة التشخيص، بيبدأ صراع داخلي كبير. صدمة، خوف، غضب، إنكار، وحزن.
كل دي مشاعر طبيعية جدًا. هنا بيجي دور الأهل والأصدقاء، إنهم يكونوا سند حقيقي. دوركم مش بس في إنكم تقدموا الدعم، لأ، دوركم في إنكم تكونوا موجودين، متفهمين، وبتسمعوا من غير حكم.
دور الأهل: سند وحضن أمان
الأهل هم الأساس. وجودكم بيفرق مليون في المية. بس إزاي تقدموا الدعم ده صح؟
_ اسمعوا أكتر ما بتتكلموا: كتير من الأوقات هي مش محتاجة نصايح، هي محتاجة حد يسمعها ويتقبل كل مشاعرها، سواء كانت خوف أو غضب أو يأس. سيبوها تعبر عن اللي جواها من غير ما تحس إنها ضعيفة أو محتاجة تبرر مشاعرها.
_ احترموا تقلباتها المزاجية: اليوم اللي بتكون فيه كويسة مش زي اللي بعده. تقلب المزاج جزء من رحلة العلاج والتغيرات الهرمونية والنفسية. ممكن تكون في يوم مليانة طاقة وفي اليوم اللي بعده عايزة تكون لوحدها. تفهموا ده واحترموا مساحتها الشخصية.
_ كونوا موجودين مش متطفلين: وجودكم مهم، لكن الأهم هو جودته. قدموا المساعدة بشكل واضح: “تحبي أجي معاكي الزيارة اللي جاية؟” أو “محتاجة حاجة من برة؟” بدل ما تفرضوا نفسكم أو تتوقعوا إنها تطلب.
الإلحاح: متى يكون ضررًا؟
مهم جدًا نعرف إن في فرق بين الدعم والإلحاح. الإلحاح على تقديم الدعم ممكن يضر أكتر ما يفيد.
_ لما ترفض الدعم: لو قالت “لأ، أنا كويسة دلوقتي” أو “محتاجة أبقى لوحدي”، احترموا رغبتها. إصراركم بيخليها تحس بالضغط وبتتصرف إنها مضطرة ترضيكوا، وده بيزود الضغط عليها.
_ لما تحسسوها إنها محتاجة شفقة: الدعم القائم على الشفقة مش بيقويها، بالعكس، بيضعفها. خليكم طبيعيين. اتعاملوا معاها كإنسانة قوية بتمر بمحنة، مش كضحية ضعيفة.
_لما تحولوا الموضوع لدراما: تجنبوا الجمل اللي فيها شفقة أو حزن مبالغ فيه. ده بيخليها تحس إنها عبء على اللي حواليها. الأفضل إنكم تتكلموا عن حياتها الطبيعية، عن هواياتها، عن أي حاجة بعيد عن المرض.
في النهاية، الدعم النفسي مش وصفة طبية ليها بداية ونهاية، هو رحلة مستمرة. هو مساحة آمنة من الحب والاحتواء. هو إننا نكون موجودين، بس بحكمة وباحترام.
“الدعم النفسي يُعرض ولا يُفرض”