المرأة في مصر والعالم العربي أصبحت تُستخدم كـ “كارت شرف” في المشهد السياسي والاجتماعي.
نُعلّق صور وزيرات ونائبات على الجدران ونصفّق بفرح، ونكتب الأخبار العريضة: “ها نحن نُمكّن المرأة!”. لكن ما أن تنزل إحداهن إلى أرض الواقع حتى تكتشف أن كل ما حولها مجرد ديكور مسرحي بديع، وأن البطولة ما زالت حكرًا على الرجال.
الفتيات الصغيرات يحلمن ويجرين خلف الأمل، يتعلمن، يسعين، يكافحن، ثم فجأة يصطدمن بالجدار الحجري للمجتمع الذكوري. هنا تسقط الأقنعة: المدافعون عن الحرية يتحولون إلى أوصياء، والمتشدقون بالحقوق يظهرون كأكبر خصومها. والملابس الأنيقة والشعارات اللامعة ما هي إلا أزياء مسرحية تُستعار للمناسبات، ثم تُعلّق في الدولاب بمجرد انتهاء العرض. الحقيقة المرة أن التمكين في نسخته الحالية لا يتجاوز “تجميل الواجهة”.
أما الداخل فكما هو: عقلية تعتبر أن نجاح المرأة مجرد استثناء، وأن مكانها الحقيقي ليس في المنصب بل خلف الستار. فلتضحكوا ما شئتم على صور “التنوع” و”المساواة”، لكن الحقيقة أن المرأة لا تزال تقف في منتصف الطريق، وحدها، تواجه صخرة صلبة من العادات والتقاليد والازدواجية.
والتمكين الحقيقي لن يولد إلا عندما يسقط المسرح، وتنتهي اللعبة، وتصبح المساواة فعلًا لا إعلانًا.