من هي هدى شعراوي ؟

هدى شعراوي تتمرد على عصر الحريم
عاشت هدى شعراوي في عصر الحريم، في ظروف قاسية كانت تفرضها الثقافة المجتمعية على الفتاة والمرأة، والتي يسيطر عليها الهيمنة الذكورية، وعانت من كل أشكال التمييز ضد المرأة بداية من أسرتها التي كانت تعامل شقيقها أفضل منها، إلى إجبارها على الزواج في سن 13 من ابن عمها الذي كان يكبرها بـ40 عام، ما تسبب لها في حزن واكتئاب شديد، ولاسيما أنها علمت بعد ذلك أنه كان متزوج ولديه أولاد ولكنه أخفى عليها من أجل الوصاية على ميراثها.
ولكن لن تستلم هدى شعراوي لكل هذه الظروف، وبرغم من أنها منعت من التعليم النظامي مثل بقية الفتيات في هذا العصر، ولكن مستواها الاجتماعي وانتمائها إلى الطبقة الارستقراطية جعلها تتلقى دروس في المنزل وتعلمت اللغة العربية والتركية والفارسية والخط والبيانو أيضا، كما سافرت إلى أوروبا وتعرفت هناك على قيادات الحركة النسائية الفرنسية، ما ألهمها في نشاطها لتحرير المرأة المصرية، والتمرد على كل هذه المعتقدات والثقافة التي تقهر الفتيات والنساء.

هدى شعراوي تقتحم العمل العام
لم تكتفي هدى شعراوي بهذا الحد، ولكنها حاولت اقتحام العمل العام، وأسست جمعية لرعاية الأطفال في عام 1907، كما كان لها جهودا لإقناع الجامعة المصرية الوليدة بتخصيص قاعة لمحاضرات السيدات عام 1908، وأيضا افتتحت مدرسة للفتيات عام 1910.
قادت مظاهرات النساء في ثورة 1919
وكانت صاحبة شرارة مشاركة النساء في الثورات، وقادت هدى مظاهرات النساء عام 1919 ضد الاستعمار الإنجليزي، خلال الثورة أسست لجنة حزب الوفد للسيدات وأشرفت عليها، تلك الثورة التي شهدت سقوط شهيدات من النساء المصريات، حيث استشهدت السيدة حميدة خليل أول شهيدة مصرية من أجل الوطن، وأيضا سقطت نعيمة عبدالحميد، وفاطمة محمود، ونعمات محمد، حميدة سليمان، ويمنى صبيح، حيث تظاهرت في هذا اليوم أكثر من 300 سيدة بقيادة السيدة هدى شعراوي رافعين أعلام الهلال والصليب كرمز للوحدة الوطنية ومنددين بالاحتلال البريطاني والاستعمار، ومن هذا اليوم أصبح 19 مارس 1919 يوم مميز للمرأة المصرية، ويتم الاحتفال بهذا اليوم من كل عام كـ “يوم المرأة المصرية”.
وبالتالي كانت لثورة 1919 أثر عظيم على الحركة النسوية الاجتماعية، وكانت نقطة تحول كبرى في مسيرة جيل هو الأهم في تاريخ الحركة في العالم العربي بأثرة، فاعتزمت هدى شعراوي بعد الثورة تغيير وضع المرأة إلى الأفضل، على كافة المستويات، وطالبت بتحرير المرأة من المعتقدات البالية التي عانت هي نفسها منها، بداية من وضع سن للزواج بحد أدنى 16 عام، وحقها في التعليم ووضع حد لتعدد الزوجات، والتصدي لفوضى الطلاق.
إنشاء الاتحاد النسائي المصري
وبعد أربع أعوام في نفس تاريخ الثورة 16مارس أنشأت هدى شعرواي الاتحاد النسائي المصري عام 1923، وظلت تشغل منصب رئاسته حتى وفاتها عام 1947، وحرص الاتحاد على الدفاع عن حقوق المرأة المصرية، والمطالبة بإصلاح القوانين التي تحد من حريتها، مثل القوانين المنظمة للزواج والحضانة والطلاق.
ولم تكتفى بذلك ولكنها شاركت في تأسيس “الاتحاد النسائي العربي”، وتولت رئاسته عام 1935، كما تولت منصب نائبة رئيسة لجنة اتحاد المرأة العالمي في العام نفسه.