كتب _ محمد مخلوف
برغم أن الوطن العربي يعرف المسرح منذ زمن، لكن كان حكرا على الذكور، والغريب أن الرجال كانوا يؤدون أدوار الجنسين دون مشاركة نسائية، لأن صعود النساء على خشبة المسرح في ذلك الوقت لايعتاده المجتمع.
منيرة المهدية
ولكن في صيف 1915، كسرت منيرة المهدية، هذا الاحتكار ووقفت على خشبة المسرح مع فرقة عزيز عيد، كانت بذلك أول سيدة مصرية تقف على خشبة المسرح وهذا ما زاد الإقبال على المسرحيات وأصبحت فرقة عزيز عيد تنافس فرقة سلامة حجازي.
من هي منيرة المهدية؟
اشتهرت المغنية والممثلة منيرة المهدية بلقب سلطانة الطرب، و كانت من اشهر المطربات المصريات في الفترة ما بين الحرب العالمية الاولي و الثانية.
وكانت تكتب على الأفيشات الممثلة الأولى، بالرغم من أنها كانت تقوم بدور رجل ثم انفصلت عن فرقة عزيز عيد وكونت فرقة خاصة بها وقدمت أشهر أعمال الشيخ سلامة حجازي.
واشتركت منيرة في تحرير المرأة، وتزعمت حركة وطنية عن طريق مسرحها وفنها الغنائي الأصيل، حيث أنها أدت دورًا وطنيًا من خلال مسرحياتها وأغنياتها، بجانب دورها السياسي خلال ثورة 1919، فلم يتجرأ الإنجليز على إغلاق مقهى منيرة كما فعلوا مع باقي المقاهي والمسارح الأخرى، لمّا تتمتع به من قوة شخصية وتأثيرها بالناس من خلال أغانيها وعلاقاتها بكبار رجال السياسة.
وكانت أشهر أغانيها أسمر ملك روحي ألحان، يمامة حلوة، حبك يا سيدي، يا زهر البساتين، ما اقدريش أحب وغيرها .
وحصلت منيرة المهدية على العديد من الجوائز منها وسام الإستحقاق من الدرجة الأولى عام 1960، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، من الرئيس جمال عبد الناصر عام 1961، والجائزة الممتازة في مسابقة الغناء المسرحي التي أقامتها وزارة الأشغال العمومية عام 1926.
وحملت منيرة المهدية، في عالم النساء في الفن، لقب أول امرأة تقف على خشبة المسرح في مصر والوطن العربي وأول مغنية عربية سجل لها إسطوانات موسيقية.