ليس لديّ اعتراض على اختلاف الطبقات والثقافات الاجتماعية، ولا أنظر له على من العيب ظهور كل طبقات على الإنترنت فالاختلاف رحمه، ولكل فرد الحق في ممارسة حياته تحت مبدأ “أنت حر ما لم تضر”، لكن الحقيقة أن ممارسة فئة منهم يعد إساءة لعموم نساء مصر، فبسبب التريند، تحتل تلك الفئة المشهد، ولا تحتل الفئة الحسنة والتي تقدم صورة ونموذجًا إيجابيًا عن صورة المرأة المصرية. فالمحتوى الهادف لا يصل للتريند إلا نادرًا هذه الأيام.
وأرى ضررًا كبيرًا من أن تتعرض فئة الصغيرات لهذا الشكل من المحتوى، وأن تتجسد أمامهم صورة المرأة المصرية في عدد من النساء الباحثات عن الربح من التطبيقات دون مراعاة لأدنى قواعد المبادئ والأصول، ولا يشغلهم ما سيصل عن نساء بلدهم ما دام الأمر سيأتي بالدولارات، فما يفعلونه هو أقرب إلى الشحاذة من تقديم محتوى.
لتربية جيل واعد من الصغيرات، ودعمًا للتربية السليمة للنشء منهم، أتمنى أن يُمنع ظهور كل ما يخالف حقيقة المرأة المصرية في الفضاء الرقمي، فالمصريات أرقى وأعظم بكثير من أن يشوه قلّةٌ صورتهن أمام العالم، فالمرأة المصرية ملكة صنعت التاريخ. لقد صادفت على مدار حياتي الكثير من النساء المصريات اللاتي قدّمن الكثير، سواء للمجتمع أو عن طريق الجيل الذي أخرجنه للمجتمع من خلال تربيتهن
فبات الأمر يحتاج لتدخل جهات الدولة لمنع تلك المهزلة، لأن الرقابة الوالدية على المحتوى الرقمي غير كافية..
علّموا بناتكم أن ما نراه في الفضاء الرقمي ليس الحقيقة، وأن المرأة المصرية رائدة على مر العصور، سواء كنّ متعلمات أم لا، فلهن بصمة في كل مجال، ومنهن من صنعن إنجازات لم يصل لها أحد. فبدلًا من تسليط الضوء عليهن، فاليوم تتجه المنصات الإعلامية، بكل استخفاف بالعقول، لاستضافة تلك الفئة وإظهارهن، ليس لنجاحهن، بل لأنهم سوف يجنون من ورائهن ثمارًا مادية أو زيادة في المشاهدة لأن في هذا العصر “التريند” هو اللي بيحكم.