المرأة المصرية لها تاريخ طويل من النضال والمشاركة في كل مراحل الحياة الوطنية والنضالية أيضا، والحقيقه أن
دور المرأة المصرية في تبني قضايا الوطن لا يقتصر فقط علي المرأة بالداخل لكنه يمتد ليشمل المرأة المصرية بالخارج لأنه انعكاس واضح لأحوال الوطن، فالمصرية بالخارج تتفاعل بشكل واضح جدا مع قضايا الوطن المعاصرة فقد خرجت وقت الثورة في كل
دول العالم معلنة عن نفسها .
وثارت علي نظام فاسد بائد إلى أن تم إسقاطه وخرجت أيضا للمشاركة السياسية وأدلت بصوتها في العملية الانتخابية وحرصت اشد الحرص علي الذهاب للسفارات والقنصليات لتوصيل صوتها وتعلن عن وجودها فدور المصرية بالخارج مضاعف وعليها العبء الأكبر لتحقيق التوازن مابين دعم الوطن ودور إضافي يتمثل في العملية الاندماجية في دولة الاقامة، تحاول بذلك تحقيق عملية توازن غاية في الصعوبة فهي مطالبه بإعداد جيل قوي بحاجة إلى تعامل خاص وفريد كي لا ينسلخ عن وطنه الأصل ويكون قادرا علي رد الجميل لوطنه الأم.
فالمرأة بشكل عام عليها عبء ثقيل مزدوج دورها في كونها أم وربة منزل ودور آخر كونها عاملة أو موظفة لتصبح مسئوليتها مزدوجة وإذا اخذنا المرأة المصرية بالخارج كنموذج نري منهن العاملات ومنهن بدون عمل وبين هذه وتلك مشوار نجاح وإصرار على تحقيق الذات ورغبة في إثبات قدرتهن علي خدمة الوطن من خلال مواقعهن. وقد خرجت الكثيرات منهن من بوتقة الانحصار في دورها التقليدي كزوجة وأم وربة منزل للعمل العام وخدمة المجتمع المدني.
وفي هذه الأونة تواجه المرأة العديد من المشاكل عندما تحاول الاعلان عن نفسها وإثبات وجودها وتنتظرها قائمة كبيرة من الموروثات الخاطئة والمعوقات التي تعد بمثابة حجرعثرة في طريقها تجعلها تتراجع عن هدفها وعن استكمال المشوار الذي قطعته علي نفسها.
ومن بين أهم تلك المعوقات نظرة المجتمع إليها وعدم الاعتراف بدورها ومحاولة تقليص حقوقها ومحاربتها وعدم اعطائها الفرصة للتخلص من قيود المجتمع الذكوري.
فبرغم ما نالته المرأة من منزلة عالية ومن التثقيف والتأهيل والعلم والمعرفة لتنمية شخصيتها وتوسيع مداركها لتتمكن من اتمام دورها والقيام بمسؤولياتها تجاه أسرتها ودخول ميدان العمل والمشاركة في مجال الخدمة المدنية والعمل العام لكنها وفي ظل هذه الموروثات الثقافية الخاطئة مطالبة ببذل جهد كبير ومشوار أطول للإعلان عن نفسها وتحديها لهذه المعوقات، خاصة وأن دورها في ذلك يفوق بكثير دور الرجل المعترف به في كل المجتمعات ولا يجد صعوبة في الاعلان أو تقديم نفسه للمجتمع كونه أقوي وأقدر علي مواجهة الصعاب والمشكلات المجتمعية.
لذلك وفي كل هذه الظروف المعوقة فعلى المرأة أن تعي أن مشوارها طويل يتطلب عدم اليأس ويتطلب المثابرة للوصول للهدف والوقوف بقدمين ثابتتين وهذا لا يكون إلا بتقييم ما تتلقاه من معارف ومعلومات من وسائل الإعلام المختلفة بما يدعم دورها في معايشة قضايا العصر والإنفتاح على العالم الخارجي.
ولا ننكر دور التعليم في هذا المجال، حيث أنه كلما نالت المرأة قسطاً أكبر من التعليم كلما كانت أكثر فهماً وإدراكاً ومقاومة للإيحاءات والتأثيرات السلبية التي قد ينقلها الاتصال بالعالم الخارجي، ومقاومة الإضطهاد الثقافي لها باعتبارها عامل منافس للرجل خاصة في مجال العمل العام والتي قد تعطي فيه المرأة أكثر وتحقق نجاحاً يفوق الرجل في مجال العمل التطوعي والمبادرات الخيرية، الأمر الذي قد يثير مشاعر الغيرة والتنافسية مع بعض الرجال، مع أن هذه هي مجالات تميز المرأة وهذا لا يعيب الرجل في شئ، إلا أن البعض يعلقون فشلهم علي نقطة واحدة لا تتغير هي أنها أمرأة ضعيفة لا تقدر علي القيادة.
ولهذا الأمر نجد دور المرأة قليل في الجاليات وضعيف في العمل المجتمعي بالخارج، وعلينا في هذه المرحلة استلهام تجارب الشعوب الأخرى التي استفادت بقدرات المرأة التي ساهمت في كل مجالات الحياة مثل الصين وتركيا، تأكيداً أن ثورة 25 يناير في مصر قام بها الشباب والشابات وهي مؤشر على القدرات الكامنة في الشعب المصري بالداخل والخارج.
فعليكي أيتها المرأة المصرية بالخارج دوراً كبيراً في دعم قضايا بلدك بالداخل والخارج معاً، فنحن نتكلم عن كيان غير منفصل فأنت إشارة بدء وبصيص نور لمصر الجديدة، فلا تكلي ولا تملي ولا تستسلمي لهذا الواقع المرير، بل عليكي بمضاعفة الجهد لتحقيق هدف أسمى تؤمنين به ليجعلك الله سبباً لخدمة ولرفعة وطنك، فلديك الكثير والكثير من الطاقات الكامنة التي يجب توظيفها لخدمة الوطن.