في قرى ومدن مصر تعيش فئة من النساء تُعرف بـ”المرأة المعيلة”، وهي المرأة التي تعيل أسرة بأكملها بسبب غياب المعيل الأساسي، سواء كان الأب أو الزوج هؤلاء النساء يواجهن تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة تلك البطلة الصامتة في مجتمعاتنا، هي عماد أسرة كاملة وربما أكثر هي الأم، والأخت والزوجة، وفي كثير من الأحيان هي كل هؤلاء مجتمعين في شخص واحد يتحمل مسؤولية توفير الحياة الكريمة لأحبائه تتجلى قوتها في قدرتها على الصمود والتحدي في وجه الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة لكنهن يمتلكن إرادة قوية وقدرات هائلة يمكن استثمارها في مجالات مثل الحرف اليدوية توفير فرص عمل لهن ليس فقط حلًا لمشكلة الفقر، بل أيضًا استثمار في تنمية المجتمع ككل وتبرز أهمية دعمها وتمكينها ليس فقط من أجلها بل من أجل استقرار وتنمية المجتمع بأسره وهي من أبرز المجالات التي يمكن أن تفتح آفاقًا واسعة للمرأة المعيلة وتضمن لها دخلاً مستداماً.
حيث تشتهرمصر بأقمشتها القطنية وتطريزاتها المميزة، مثل “التلي” و”الكروشيه” يمكن تدريب النساء على هذه الحرف ومساعدتهن في بيع منتجاتهن محليًا أو عبر الإنترنت ومن السلال اليدوية إلى الخواتم والأساور المصنوعة من الخرز والجلود، هذه الحرفة لا تحتاج إلى رأس مال كبير ويمكن تسويقها بسهولة وتأتي صناعة الأغذية المنزلية مثل المربات، المخللات، والخبز البلدي، والتي يمكن أن تكون مصدر دخل إضافي إذا تم بيعها في الأسواق المحلية ويأتي الرسم على الزجاج، صناعة الديكورات المنزلية، أو حتى إعادة تدوير الخامات القديمة وتحويلها إلى منتجات مفيدة من مصادر الدخل العالية في المجتمع.
الحرف اليدوية ليست مجرد هواية، بل يمكن أن تكون مصدر رزق رئيسي إذا تم تطويرها وتسويقها بشكل صحيح، ومن أبرز المجالات التي يمكن للمرأة المعلية النجاح فيها.
المرأة المعيلة ليست مجرد رقم في إحصائيات الفقر، بل هي قوة دافعة للتغيير والتنمية إذا تم توفير فرص عمل لها في مجال الحرف اليدوية ليس تفضلاً بل هو استثمار حقيقي في مستقبل مستقر ومزدهر للمجتمع ككل عندما نمد يد العون لهذه النساء، فإننا لا نمكن فردًا فحسب، بل نبني أسراً قوية، ونحفظ تراثاً، ونعزز اقتصاداً محلياً، ونخلق مجتمعاً أكثر عدلاً وشمولية إن قصة صمود المرأة المعيلة تستحق منا كل الدعم والتقدير، ولنستثمر جميعاً في قدراتها وإبداعاتها اللامحدودة.