في حملة الـ 16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة، لازم نتكلم عن نوع عنف خاص وموجع أوي بتتعرض له الستات اللي بيجيلها سرطان، العنف ده مش بس ضرب وإيذاء مباشر، ده كمان إهمال نفسي واجتماعي بيوجع بجد.
صرخة صامتة:
السرطان.. والوحدة! المرض لوحده صدمة وكفاح صعب، بتخوض فيه الست معركة كبيرة ضد السرطان وتأثير العلاج على جسمها ونفسيتها. لكن المعركة دي بتزيد صعوبتها أضعاف لما تواجه عنف وتخلي بيجيلها من أقرب ناس ليها، وبدل ما تلاقي سند، بتلاقي نفسها في عزلة أكبر.
العنف النفسي هو جرح أعمق من المرض العنف النفسي اللي بتشوفه مريضة السرطان غالبًا بيكون مستخبي بس تأثيره مدمر، وبيكون على كذا شكل: الوصم الاجتماعي ونظرة الشفقة اللي بتوجع النظرة السلبية اللي بتخليها تحس إنها “عبء” أو “ناقصة”.
التعامل معاها بحساسية مفرطة أو شفقة بتكسرها بدل ما تدعمها. تأنيب الضمير والشعور بالذنب ليه نخليها بتحس بالذنب أو بتلوم نفسها على المرض. الشعور ده بيزيد لما نظرة المجتمع أو الأهل بتلمح إن المرض ده “عقاب” أو نتيجة غلط. التأثير على شكل الجسم الست بتفقد جزء من أنوثتها بسبب تساقط الشعر أو استئصال الثدي أو الرحم.
وبدل ما اللي حواليها يحتويها، بتشوف إشارات سلبية أو إهمال من شريك حياتها، وده بيهد ثقتها بنفسها وبيخليها تحس إنها فقدت قيمتها (فى دراسات كتير اتكلمت عن تأثير الثقه بالنفس مع تأثر الشكل مع العلاج ).
- التخلي العاطفي والاجتماعي والإهمال هو اقسى أنواع العنف و التخلي في أصعب اللحظات، دي بنسميها “الصدمة التانية” اللي بتيجي بعد صدمة المرض.
- هجر الزوج أو الشريك في ستات كتير بتضطر تواجه المرض لوحدها بعد ما شريك حياتها يتخلى عنها، سواء بالطلاق الرسمي أو الإهمال العاطفي، والتهرب من مسؤوليات رعايتها ودعمها.
- العزلة الاجتماعية والأسرية بتلاقى كتير من الأصحاب أو حتى القرايب يتجنبوها خوفًا من “العدوى” أو عشان مش عارفين يتعاملوا معاها، فبتلاقي نفسها معزولة ومحرومة من الدعم الاجتماعي اللي هي في أمس الحاجة ليه عشان تخف.
- العنف المادي أو الاقتصادي بيحرموها من الفلوس اللازمة للعلاج بحجة إنها مش قادرة تشتغل أو إنها بقت “عبء مادي” على الأسرة أو حتى احتياجاتها الاساسيه الشخصيه
- العنف الجسدي وتداعيات العلاج ممكن المريضة تتعرض لعنف جسدي مباشر، لكن العنف الجسدي هنا ممكن يشمل كمان: وهناك مثال حى لسيدة من المنيا فى مؤسسة كانسر كير مريضة سرطان ثدى إجبارها زوجها على توقيف العلاج أو تغييره عشان يوافق انها تفضل على ذمته ، وطبعا دى رغبته هو و الأهل، وده بيعرض حياتها للخطر.
- عدم تلبية احتياجاتها الجسدية الأساسية من رعاية واهتمام بتفرضهم حالتها الصحية الجديدة
أرقام صادمة
- الطلاق بسبب المرض الدراسات والأبحاث بتأكد ظاهرة إن الأزواج بيتخلوا عن زوجاتهم لما يجيلهم سرطان، وده بيوضح الفرق المؤسف في التعامل حسب جنس المريض.
- نسب الطلاق بين مرضى السرطان (المرأة قصاد الرجل): دراسة اتعملت على معدلات الانفصال والطلاق بين مرضى السرطان، قالت إن نسبة الانفصال والطلاق بتزيد بشكل كبير لما تكون الست هي المريضة مقارنة بالراجل.
- 20.8% كانت نسبة الطلاق لما تكون الست مريضة.
- 2.9% كانت النسبة لما يكون الراجل مريض.
- الطلاق بسبب المرض (تونس كمثال): في تونس، نسبة الطلاق بين المصابات بالسرطان وصلت لـ 12% سنة 2024، وبيقولوا إن طلب الزوج الطلاق بسبب إصابة مراته بالسرطان بيعكس “عقلية ذكورية بتختزل الست في جسمها وتتجاهل إنسانيتها” (المصدر: تصريحات رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية، 2024).
رسالة في حملة الـ 16 يومًا عشان نوقف العنف ضد الست اللي عندها سرطان، محتاجين نغير نظرة المجتمع والأزواج ليها جذريًا. الدعم اللي بتاخده لازم يتحول من “مجاملة” لـ “واجب إنساني وزوجي وأخلاقي”. الست دي مش محتاجة شفقة، هي محتاجة احتواء، واحترام، وسند قوي عشان تقدر تكمل معركتها بكرامة وأمل. أيوه …. التخلي عن المريضة هو عنف!






