يعد العنف ضد المرأة أحد أخطر التحديات الاجتماعية والإنسانية التي تواجه المجتمعات الحديثة، ليس فقط لأنه يمسّ حياة النساء وسلامتهن الجسدية والنفسية بل لأنه يهدم ركائز الاستقرار داخل الأسرة ويفقد المجتمع أحد أهم عناصر بنائه وتقدّمه.
فعندما تهان المرأة أو ينتقص من حقوقها يتأثر المجتمع أجمع وتتعطل قدرته على البناء والتنمية فالعنف ضد المرأة لا يقتصر على الإيذاء الجسدي فحسب بل يشمل صورا متعددة من الإهانة والإكراه والإقصاء والتمييز والتعنيف النفسي والاقتصادي وفي كثير من الأحيان، يتم ممارسه هذا العنف خلف الأبواب المغلقة أو يختبئ خلف أعراف اجتماعية بالية أو تحت ستار صمت تفرضه الضغوط الأسرية والخوف من العيب والمجتمع ونحن في اطار الحمله لمناهضة العنف ضد المرأة فهي ليست مجرد حملة ليوم واحد بل هي التزام إنساني مستمر يتطلب مشاركة الجميع بدءا بالدولة والمجتمع المدني والأسرة فالمرأة ليست مجرد عنصر اجتماعي بل هي محور الحياة وبدونها لا يمكن لأي مجتمع أن ينهض أو يتقدم ونستطيع القول بان العنف ضد المرأة ليس مجرد انتهاك لحقوقها بل هو اعتداء على كرامة المجتمع كله. فالمرأة هي الأم والأخت والابنة وهي شريك أساسي في بناء الوطن.
ويستوجب علينا لنقول بصوت واحد لا صمت بعد اليوم ولا تبرير لأي شكل من أشكال العنف. واجبنا أن نحمي كل امرأة وأن نوفر لها الأمان والاحترام والعدالة.






