📅 ... 🕒 ...

رباب العشري تكتب: المرأة بين الشعارات والواقع

في زحام الجروبات، والمبادرات، والمؤتمرات التي ترفع شعار “تمكين المرأة”، ضاعت المرأة نفسها. تحولت القضية من نضال إنساني واجتماعي إلى ساحة صراع بين مؤسسات تتنافس على النفوذ، ودول تبحث عن مكاسب سياسية، وقوانين تُسنّ أحيانًا لتجميل الصورة أكثر مما تُسنّ لتغيير الواقع.

أصبح الحديث عن المرأة عملًا مؤسسيًا منظمًا، لكنه في كثير من الأحيان بعيد عن جوهر معاناتها الحقيقية. الكل يتحدث باسمها، الكل يرفع لافتاتها، لكن قليلون من ينصتون لصوتها. خلف كل حملة تمكين تُطلق، هناك آلاف السيدات ما زلن عاجزات عن إيجاد فرصة عمل، أو اتخاذ قرار مستقل، أو حتى الحصول على حقهن في حياة آمنة.

 

المفارقة أن أطراف الصراع جميعها تدّعي أنها تعمل من أجلها، بينما الحقيقة أن كل طرف يسعى إلى تحقيق أجندته الخاصة. وهكذا، تبقى المرأة الخاسر الأكبر في معركة لا تعرف كيف بدأت ولا لصالح من تُدار.

لقد آن الأوان أن نتوقف قليلًا، ونسأل أنفسنا بصدق: هل ما نفعله حقًا من أجل المرأة، أم أننا جعلناها مجرد عنوان لسباق المصالح؟

عودوا إلى المرأة الحقيقية خلف الشعارات، تلك التي تنتظر الفعل لا الحديث، والاحتواء لا التوظيف، والتمكين الحقيقي لا الاستعراض.

Facebook
X
WhatsApp
Telegram

كلمات مفتاحية

اخترنا لك