ما بين الحلم والحقيقة، وبين الصبر والترقب، انتفضت قلوبنا جميعًا عندما سمعنا خبر وقف الحرب، في لحظة امتزجت فيها الدموع بالفرح… فرحة بانتهاء القصف وضرب النار على أهل غزة، ووجع لا يمكن اخفائه على وجوه النساء والأطفال الذين ظلوا في قلب العاصفة طوال فترة العدوان صامدين.
في كل بيت فلسطيني، كانت النساء الفلسطينيات عمود الصمود والأطفال شهود الحقيقة، وكانت كل امرأة تحمل العالم على كتفيها، تُطمئن أطفالها تحت دوي القنابل، وتضيء ظلام الخوف والرعب بحضنها الدافئ،لم تهزمها الجدران المنهارة، كانت صامدة برغم نزيف قلبها الذي لم يشفى بعد، مؤمنة أن فجرًا سيأتي مهما طال الليل.
وأما الأطفال، كانوا شهودا على الحقيقة، وجوههم الصغيرة تحكي القصة كاملة، بداية من المعاناة التي عاشوها، من بيوت تهدمت وأحبة رحلوا، ورغم ذلك لم يفقدوا البراءة ولا الحلم ومازلت ملامحهم تشع بالأمل، ناموا على أصوات الانفجارات ولكنهم يحلمون بالسلام، وكأنهم يرفضون الاستسلام وتحملوا ما لايتحمله الكبار ليعطوا درسا للعالم في الصمود وكأنهم يقولون “أن العيد والنصر قادمان لامحالة”.
ونعلم جيدا أن وقف إطلاق النار لا يمحو الوجع، لكنه يفتح نافذة صغيرة للأمل… نافذة يرى منه العالم وجوها أنهكتها الحرب، لكنها ما زالت تبتسم وتقاوم، من يستطيع الصمود مثل نساء وأطفال فلسطين ؟.
ونساء مصر كن يتابعن المشهد بعيون دامعة وقلوب فخورة، ويرسلن رسائل حب إلى نساء وأطفال فلسطين:
“نراكم… نشعر بكم… أنتن لستن وحدكن.. صبركن وقوتكن تلهمنا جميعا، وأطفالكن هم ضوء المستقبل وشعاع الأمل وبذور النصر”.
واليوم، ومع توقف أصوات المدافع، يبقى صوت الإنسانية هو الأعلى.. تظل نساء وأطفال فلسطين في القلب، رمزا للصمود والكرامة.
ومن مصر، قلوب النساء تنحني احتراما، وتعاهد على البقاء إلى جانبهن، حتى ينالوا الحياة التي يستحقونها ” آمنة وحرة وعادلة”.