📅 ... 🕒 ...

نسوية فيلم بنات حواء .. محاولة سينمائية مبكرة لتناول قضايا المرأة ولكنها هزلية

كتب _محمد مخلوف

يعد فيلم بنات حواء، بطولة مديحة يسري ومحمد فوزي إنتاج عام 1954،  من أبرز وأقدم الافلام التي يمكن أن توصف  بأنها محاولة سينمائية مبكرة في السينما المصرية  من أجل تناول قضايا المرأة والمساواة، ولكن بطابع كوميدي رومانسي، ولكن هذا الفيلم أثار جدل  حول مدى “نسوية” رسالته، وهذا ما نرصده في السطور التالية.

عصمت رمز الفيمنست والاستقلالية

حيث جسدت مديحة يسري  دور ​الشخصية الرئيسية، “عصمت”، وهي كانت  محور الطرح النسوي في الفيلم، حيث تميزت بالقيادة والاستقلالية المهنية، فهي كانت  سيدة أعمال ناجحة، مالكة لمحل كبير للأزياء ومستلزمات النساء، وهذا يُمجد العمل الخاص للمرأة واستقلاليتها المادية في فترة كان هذا المفهوم لا يزال جديدًا في خمسينيات القرن الماضي، وبالطبع تمرد على هذا الواقع.

المساواة بين الرجل والمرأة في فيلم بنات حواء

حيث ناضلت  عصمت  من أجل حقوق المرأة ومساواتها بالرجل، ما جعلها تأسس جمعية أهلية شعارها  “المرأة تساوى الرجل”، وانضم إليها عدد من النساء.

عصمت ترفض الزواج

وأيضا  كانت عصمت مضربة عن الزواج في فيلم بنات حواء  وتتخذ موقفاً عدائياً من الرجال، وهو ما يعكس رغبة في التحرر من التبعية الزوجية والاجتماعية للرجل .

فيلم بنات حواء
فيلم بنات حواء

 الرسالة النسوية لفيلم بنات حواء  مزدوجة وهزلية

​على الرغم من أن  الطرح الأولي للقضايا النسويةفي فيلم بنات حواء،  ولكن  النهاية ورسالة الفيلم العامة تُضعف الطرح النسوي الجذري، وهذا ما جعله يواجه الكثير من الانتقادات النسوية بداية من  الانتصار للعاطفة على الفكرة حيث تنتهي الأحداث بوقوع عصمت في غرام الرسام وحيد الذي يجسد دوره الفنان ” محمد فوزي” وزواجها من، هذا التطور يُفسر على أنها تراجعت عن مبدأ “مناوءة الرجال والزواج”، ويُرسخ الفكرة التقليدية بأن الحب والزواج هما الهدف الأسمى للمرأة، حتى لو كانت مناضلة.

وأيضا تناول الفيلم ​السخرية من النسويات حيث  يُلاحظ البعض أن الفيلم في بدايته يسخر من أعضاء “جمعية المرأة تساوى الرجل” ومن “تناقضات” النساء في الجمعية، مما يقلل من جدية طرح قضايا الحركة النسوية.

وأيضا هناك رؤية نقدية ترى أن الفيلم، على غرار أفلام أخرى في تلك الفترة مثل “الأستاذة فاطمة” و”الأفوكاتو مديحة”،  حيث يقدم امرأة ناجحة ومستقلة، ولكنه يُنهي دورها بالزواج والجلوس في البيت، ما يؤكد أن المكان الطبيعي للمرأة هو العلاقة العاطفية والأسرة في نهاية المطاف.

وفي النهاية حاول الفيلم أن يرسخ  الراجل راجل والست ست، وهو ما يمثل رسالة واضحة مناهضة لفكرة المساواة الكاملة التي نادت بها عصمت.

وبالتالي يمكن النظر إلى “بنات حواء” على أنه فيلم يطرح قضايا نسوية رائدة  مثل العمل الخاص، المساواة، الاستقلال) لكنه يغلفها بإطار كوميدي رومانسي، وينتهي إلى نتيجة تقليدية تُعلي قيمة الحب والزواج، ما يجعل رسالته حول النسوية رسالة مزدوجة أو مخففة وهزلية.

Facebook
X
WhatsApp
Telegram

كلمات مفتاحية

اخترنا لك