كتبت_ أسماء حامد
تصدرت حكاية ” نور مكسور “، آخر حكايات مسلسل “ما تراه ليس كما يبدو”، تريند مواقع التواصل الاجتماعي، وتفاعل الجمهور بشكل كبير مع حلقات القصة التي تناولت أخطر قضية تهدد الفتيات وتكشف واقع الاغتصاب المكسوت عنه، وكيف يترك ندوب وجراح تأثر على حياة الناجية، فالأمر لايمر مرور الكرام.
وبالفعل جعلت حكاية نور مكسور الاغتصاب نقطة الانطلاق لكل الأحداث، ما يسلط الضوء على القضية وخطورتها، وحقق المسلسل ما يريده من زيادة عدد المشاهدات وإثارة الجدل حول المسلسل، ولكن مع هذا النجاح الجماهيري، يبرز سؤال مهم حول مخاوف من تسليع الألم النسائي: هل المسلسل استخدم الاغتصاب كأداة درامية للإثارة فقط، أم أنه نجح بالفعل في فضح واقع اجتماعي مسكوت عنه؟.
نافذة للحديث عن قضية مسكوت عنها” الاغتصاب”
فبرغم من أن المسلسل فتح نافذة للحديث عن قضية مسكوت عنها” الاغتصاب” وكشف واقع الناجية النفسي والازمات التي تواجها وثقافة الصمت ولوم الضحية بدلا من الدعم، ومعاناتها بعد مرحلة الاغتصاب، كما حدث في المسلسل حيث تخلى خطيبها عنها واتهمها بالمشاركة في الجريمة، بل وحتى أقرب صديقاتها تسببت في فضحها وتحميلها المسؤولية، لتجد ” نور” نفسها محاصرة بالخذلان، تعيش صدمات نفسية وكوابيس لا تنتهي.
وبالتالي سلط المسلسل الضوء على الآذى النفسي الذي تتعرض له الضحية، ولكن افتقر المسلسل إلى وجود بنية مجتمعية تساندها أو تدافع عنها.

مقاومة وألم بلا سند
وأيضا أظهر المسلسل ” نور ” برغم هذا الأذى إلا أنها تقاوم وتحاول حتى تتخطى هذه الأزمة.
ولكن نجد أن المسلسل وقع في تحويل المرأة إلى محرك انتقام بدلا من محرك ذاتي مستقل وظل دورها محصورا في الانتقام خلال حلقات المسلسل.

نهاية ضعيفة
وأيضا نهاية المسلسل العالقة تُضعف رسالة المسلسل، وتكرس صورة مشوهة عن علاقة المرأة بالرجل، حتى في موقع الجريمة، تبقى المرأة مطالبة بالعاطفة والمسامحة، لاسيما أن نور أعلنت حبها لكريم، الذي ينكشف لاحقًا أنه المعتدي الحقيقي، فهذا التحول في نهاية المسلسل يُعيد إنتاج صورة خطيرة أن المرأة قد تغفر أو تقع في حب من يؤذيها، وكأن العاطفة تُبرر العنف.
وانتهت حلقات المسلسل عند منطقة رمادية ونهاية ضعيفة دون أن تعلم “نور” الحقيقة، بينما بقى المشاهد وحده شاهداً على الخيانة المزدوجة، فهذه النهاية الغامضة تركت الباب مفتوحًا على عدة تسؤلات: هل أراد المسلسل الصدمة والإثارة فقط، أم أراد أن يدفع الجمهور للتفكير في واقع مؤلم؟.. هل تبقى نور ضحية للخداع، أم أنها تعرف الحقيقة في ما بعد؟.
وفي النهاية نجد أن حكاية “نور مكسور” في المسلسل عملًا يثير الجدل: ” هل هو خطوة شجاعة لكسر الصمت حول الاغتصاب، أم مجرد إعادة إنتاج لصورة المرأة كضحية تستغل معاناتها دراميا؟.
وحكاية ” نور مكسور” من بطولة نور إيهاب ويوسف عمر، ويشاركهما البطولة حازم سمير وفيدرا، ومن تأليف أدهم أبو ذكري وإخراج محمود زهران.