📅 ... 🕒 ...

رباب العشري تكتب : “من الأقاليم… لكني أستحق”

في زحام المدن الكبرى، حيث تضاء الأضواء وتُسلَّط الكاميرات وتُرسم الملامح الأولى للنجاح، تُهمَّش وجوه أخرى، وتُخفى أصوات كان من الممكن أن تُحدث الفرق. وجوه نسائية قادمة من الأقاليم، من تلك المدن التي تُنطق أسماؤها على عجل في نشرات الأخبار، أو تُذكر فقط حين تشتد الأزمات.

“من الأقاليم… لكني أستحق”

ليست مجرد عبارة، بل صرخة مكتومة تخرج من أعماق كل امرأة وفتاة وُلدت بعيدًا عن العاصمة، لكنها لم تولد بعيدًا عن الموهبة، ولا عن الطموح، ولا عن الكفاءة.

فهل كُتب على سيدات الأقاليم أن يُقصين من المشهد فقط لأنهن لم يولدن في مدينة مركزية؟
هل حُكم على طموحاتهن أن تُدفن تحت سقف التوقعات المنخفضة، وأن تُواجه أحلامهن بسقف زجاجي لا يُرى، لكنه يُكسر كلما اقتربن من النجاح؟

في مدارس الأقاليم، جامعاتها، مستشفياتها، ومصانعها، تنمو العقول وتتشكل الأحلام. هناك من تحارب يوميًا لتكمل تعليمها، ومن تسهر على كتابها وسط انقطاع الكهرباء، ومن توازن بين طموحها ومتطلبات مجتمع محافظ، يفرض عليها أن تكون أقل من إمكانياتها حتى “تليق بالمكان”.

لكن كل هذا لا ينفي الحقيقة:
سيدات الأقاليم يستحققن.

يستحققن الفرص، المنصات، والمساحات التي تُمنح لغيرهن فقط لأنهن وُلدن في “العنوان الصحيح”. يستحققن أن يُستمع إليهن، أن يُمنحن القيادة، أن يقررن مصيرهن بأنفسهن، لا أن يُفرض عليهن سقف النجاح بناءً على خارطة جغرافية.

في كل قرية ومدينة صغيرة هناك “قصة لم تُكتب”، و”موهبة لم تُكتشف”، و”قائدة لم تُمنح الفرصة”.

لم يعد الصمت مقبولًا.
لم يعد الهامش مكانًا يليق بمن وُلدن ليتقدمن.
الوقت حان لنقولها بوضوح:

أنا من الأقاليم… لكني أستحق.
أستحق التعليم الجيد، والعمل العادل، والتمثيل الحقيقي.
أستحق أن أكون في المقدمة لا على الهامش.
أستحق أن أُرى، أن أُسمع، أن أُمنح المكان الذي يليق بإرادتي.

Facebook
X
WhatsApp
Telegram

كلمات مفتاحية

اخترنا لك